الإقبال السعودي على التطوع- بذل وعطاء وتأثير إنساني عميق
المؤلف: خالد السليمان11.11.2025

في إطار لقاء بالغ الأهمية جمع المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الدكتور عبدالله الربيعة، بنخبة من كتّاب الرأي المرموقين في ديوانية الجمعية السعودية لكتاب الرأي بمدينة جدة، سلط الضوء على فيض العطاء الإنساني المتدفق من أبناء المملكة، مشيراً إلى وجود أعداد غفيرة من المتطوعين المتحمسين للعمل في شتى الميادين، سواء المتخصصة أو العامة، بهدف تلبية الاحتياجات المتزايدة في مخيمات اللاجئين ومواقع الكوارث والأزمات، حيث يضطلع المركز بدور محوري في تقديم الخدمات الإنسانية المتنوعة.
وأفاد الدكتور الربيعة بأن المركز يواجه تحدياً كبيراً في استيعاب هذا الكم الهائل من الراغبين في التطوع، وذلك نظراً للعدد الهائل الذي يزاحم قوائم التسجيل، مؤكداً أن هؤلاء المتطوعين الأفاضل مدفوعون بحسهم الإنساني الرفيع ورغبتهم الصادقة في خدمة بني البشر، الأمر الذي يعكس بجلاء تجذر ثقافة التطوع والبذل والعطاء في نسيج مجتمعنا السعودي الأصيل.
ولدى زيارتي الشخصية لمخيم اللاجئين السوريين في الزعتري، لمست عن كثب حجم الجهود المبذولة من قبل أبناء وبنات المملكة، حيث كان جل العاملين في المركز الطبي السعودي وأقسام الخدمات وتوزيع المساعدات من شبابنا الواعد، وشاهدت أطباء وجراحين أفاضل يتطوعون لتقديم الرعاية الطبية المتكاملة وإجراء العمليات الجراحية الدقيقة، كما لمست تفاني أخصائيات نفسيات سعوديات في معالجة الآثار النفسية العميقة التي خلفتها ويلات الحرب والتهجير القسري على الأسر السورية المنكوبة. ومما يدمي القلب أن كثيراً من أطفال المخيم لم يعرفوا لهم وطناً غير المخيم، فقد ولدوا وترعرعوا فيه، ولا تحمل ذاكرتهم أي صورة عن وطنهم الأم، ويا له من مشهد مؤلم يختزل وجع هذه الحرب وتبعاتها المأساوية على الشعب السوري الشقيق.
لقد غيرت تلك الزيارة مساري الفكري وأعادت ترتيب أولوياتي في الحياة، فالمشهد الذي لا يزال عالقاً في ذهني هو عندما وجدت أن أهم طلب يتقدم به اللاجئون هو الحصول على لوح للطاقة الشمسية لتشغيل ثلاجة صغيرة أو اقتناء جهاز تلفزيون متواضع، عندها شعرت بضآلة الدنيا في عيني وأدركت مدى الاختلال الذي طال موازينها.
وبعد تخرجهما من المرحلة الثانوية، طلبت ابنتاي العزيزتان السماح لهما بالسفر إلى زنجبار للعمل التطوعي في بناء وتجهيز مدرسة هناك، ضمن فريق متطوعين تنظمه إحدى الهيئات الإنسانية الموثوقة، وفي البداية انتابني بعض الخوف عليهما، وهو شعور أبوي فطري ينتاب كل أب حريص على سلامة أبنائه، إلا أن الأثر الإيجابي العميق الذي تركته هذه التجربة الثرية في حياتهما كان بالغاً وما زال يتردد صداه في كافة قرارات حياتهما.
وخلاصة القول، فإن التطوع لعمل الخير لا يقتصر نفعه على إسعاد المحتاجين وتلبية احتياجاتهم فحسب، بل يتجاوز ذلك ليسعد النفس البشرية ويلبي ذلك الشعور الخفي بالرضا الذي يكمن في أعماقنا.
وأفاد الدكتور الربيعة بأن المركز يواجه تحدياً كبيراً في استيعاب هذا الكم الهائل من الراغبين في التطوع، وذلك نظراً للعدد الهائل الذي يزاحم قوائم التسجيل، مؤكداً أن هؤلاء المتطوعين الأفاضل مدفوعون بحسهم الإنساني الرفيع ورغبتهم الصادقة في خدمة بني البشر، الأمر الذي يعكس بجلاء تجذر ثقافة التطوع والبذل والعطاء في نسيج مجتمعنا السعودي الأصيل.
ولدى زيارتي الشخصية لمخيم اللاجئين السوريين في الزعتري، لمست عن كثب حجم الجهود المبذولة من قبل أبناء وبنات المملكة، حيث كان جل العاملين في المركز الطبي السعودي وأقسام الخدمات وتوزيع المساعدات من شبابنا الواعد، وشاهدت أطباء وجراحين أفاضل يتطوعون لتقديم الرعاية الطبية المتكاملة وإجراء العمليات الجراحية الدقيقة، كما لمست تفاني أخصائيات نفسيات سعوديات في معالجة الآثار النفسية العميقة التي خلفتها ويلات الحرب والتهجير القسري على الأسر السورية المنكوبة. ومما يدمي القلب أن كثيراً من أطفال المخيم لم يعرفوا لهم وطناً غير المخيم، فقد ولدوا وترعرعوا فيه، ولا تحمل ذاكرتهم أي صورة عن وطنهم الأم، ويا له من مشهد مؤلم يختزل وجع هذه الحرب وتبعاتها المأساوية على الشعب السوري الشقيق.
لقد غيرت تلك الزيارة مساري الفكري وأعادت ترتيب أولوياتي في الحياة، فالمشهد الذي لا يزال عالقاً في ذهني هو عندما وجدت أن أهم طلب يتقدم به اللاجئون هو الحصول على لوح للطاقة الشمسية لتشغيل ثلاجة صغيرة أو اقتناء جهاز تلفزيون متواضع، عندها شعرت بضآلة الدنيا في عيني وأدركت مدى الاختلال الذي طال موازينها.
وبعد تخرجهما من المرحلة الثانوية، طلبت ابنتاي العزيزتان السماح لهما بالسفر إلى زنجبار للعمل التطوعي في بناء وتجهيز مدرسة هناك، ضمن فريق متطوعين تنظمه إحدى الهيئات الإنسانية الموثوقة، وفي البداية انتابني بعض الخوف عليهما، وهو شعور أبوي فطري ينتاب كل أب حريص على سلامة أبنائه، إلا أن الأثر الإيجابي العميق الذي تركته هذه التجربة الثرية في حياتهما كان بالغاً وما زال يتردد صداه في كافة قرارات حياتهما.
وخلاصة القول، فإن التطوع لعمل الخير لا يقتصر نفعه على إسعاد المحتاجين وتلبية احتياجاتهم فحسب، بل يتجاوز ذلك ليسعد النفس البشرية ويلبي ذلك الشعور الخفي بالرضا الذي يكمن في أعماقنا.
